وفي رواية لطيفة عن الإمام السجاد عليه السلام حينما كان متوجّهاً
إلى الحج، حيث التقى به عبّاد البصري، فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد
وصعوبته، وأقبلت على الحج ولينه، إنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول:
«إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ
بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»[2]
الآية، فقال علي بن الحسين صلوات اللَّه عليه: أتم الآية فقال
«التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ» الآية، فقال علي بن الحسين عليه
السلام: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج
[3].
الجهاد الابتدائي له شروط خاصّة، وله أهداف محدّدة
إذن جهاد الدعوة: والجهاد الابتدائي بالمصطلح الفقهي ليس مفتوحاً لكل
من هبّ ودبّ، وإنّما كان مفتوحاً لفئة خاصّة تتميز بصفات معيّنة في التشريع
الإسلامي.
إذن غرض جهاد الدعوة هو نصرة المظلومين، وانجاز حقوق اللّه على
الناس، وقد يتسائل البعض هل للَّهحقوق على البشر؟ وهذه جدليّة كتبت فيها الكتب،
وأنّ أيّ مصدر من مصادر الحقوق للَّه، فيها حق كحق الحاكميّة الذي تقرّ حتى
المسيحيّة به، ولكنّهم يقولون: أنّ اللَّه قد أعفى عباده من هذا الحق.
الجهاد الابتدائي من حقوق الإمام المعصوم الخاصّة
المبرر الحقوقي لجهاد الدعوة هو إنجاز حقوق اللَّه على الناس،
والنقطة الثانية التي نريد الإشارة إليها هو أنّ الذي جعله اللَّه وصيّاً على
البشرية هو ليس أيّ فرد