responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 126

عقود يتنكّرون لوجود الجهاد الابتدائي في الإسلام، وأنّ الجهاد المذكور في القرآن الكريم هو جهاد دفاعي، وليس جهاد ابتدائي، وقالوا: إنّ هناك فرق بين التشريع الإسلامي، وممارسة المسلمين، وقد استدلّوا ما قالوا: بالعديد من الآيات والروايات النبويّة، وقبل أن نستعرضها نودّ الإشارة إلى أنّ تنصّل هؤلاء مما حصل أثناء الفتوحات، إقرار بوجود أخطاء، وتجاوزات قامت بها جيوش الفتح.

ومن الآيات التي استدلّوا بها، وهي آيات مدنيّة قوله تعالى: «وَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» [1]، واعتبروا هذا النص نصاً مقيّداً لباقي النصوص القرآنية التي تدعوا إلى الجهاد، واستدلّوا بقوله تعالى: «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [2]، وقوله تعالى: «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ‌ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‌ءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ* وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» [3]، عند كثير من المذاهب أنّ هذه الآية ليست منسوخة؛ لأنّ هذه الآية تدلّ على تشريع المهادنة مع الكفار، وعقد العهد والأمان معهم، وهذا يدلّ على أنّ قتال الكفار في القرآن الكريم ليس بشكل مطلق، وقوله تعالى: «وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ» [4]، وهذه السورة من أواخر السور التي نزلت،


[1] البقرة 2 190.

[2] الممتحنة 60 8.

[3] الأنفال [8] : 60- 61.

[4] التوبة 9 6.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست