نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 107
ميولهم ومصالحهم وأطماعهم، والتلاعب في المواد القانونية أمر في غاية
الخطورة، حتى في النزاعات الدولية بين الدول التي تريد تسخير القوانين وتفسيرها
حسب مصالحها، فعلى سبيل المثال: قد يسمى التحرير إرهاباً، وهذه مغالطة جليّة
وواضحة، وهناك فرق كبير بين الإرهاب والتحرير، والغرض من تغيير الإسم، هو أنّ
القوى الكبرى لا تستطيع الاعتراض على شعب يريد تحرير أرضه؛ لأنّ هذا حق طبيعي
مكفول، ولكنّها تسمي التحرير إرهاباً من أجل عرقلة التحرير، ووضع السدود أمامه،
ولكي تكون هذه العرقلة مصبوغة بصبغة شرعية ومقبولة لدى المجتمع الدولي، وهي صبغة
محاربة الإرهاب، وهم في هذه الحالة يعملون على صناعة رأي عام مزوّر من أجل تطبيق
قوانين مزوّرة ومزيّفة وظالمة قائمة على التحايل والغش القانوني، في المقابل نحن
نحتاج إلى أن نعمل على صناعة رأي عام صادق من أجل أن يتقبّل المجتمع القانون
القضائي الصادق.
الفرق بين العفو والإعراض عن الجاهلين
«وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ»[1]
وهذا أيضاً نوع من أنواع اللّين والرفق، وهناك فرق بين الإعراض عن الجاهلين، وبين
العفو عنه، لأنّك قد تعفو عن إنسان مّا، ولكن يبقى في نفسك شيء تتذكّر به ذلك
الفعل السيّء الذي فعله ذلك الجاهل، والمقصود من الجاهل هو ذلك الشخص الذي يتعدّى
الحدود ويظلم، والجهل هنا مقابل العقل الذي يعني: التقيّد بالتعاليم الدينية، وليس
الجهل هنا في مقابل العلم، لأنّ العلم قد يدعوك إلى التعقّل، وقد يسيء الإنسان
الاستفادة من العلم.
الفرق بين الإعراض والعفو، أنّ الإعراض مرتبة أعلى من العفو، لأنّ
العفو وإن كان متضمّناً لمسامحة الجاهل، إلّاأنّه يبقى في النفس شيءٌ من ذلك
الأمر، وربما