نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 170
صار تصديقاً، وهو الصورة المدموجة الموحّدة من الموضوع والمحمول، وهذه الصورة المدموجة ليست متعدّدة مركبّة من صورتين، بل هي صورة واحدة بسيطة منطوية على صورة الموضوع والمحمول، ولكن هذا الدمج الذي في التصديق ليس مجرّد إدراك، بل هو فعل من أفعال النفس يسمى (الحكم) وحينئذ يوجد الإذعان.
وعلى هذا، فالتصوّر غير الدمج (الحكم) وغير الإذعان وإنّما يكون دور التصوّر لأجزاء القضيّة دور المعِدّ للدمج والإذعان، ومعنى ذلك أنّ للنفس فعلًا وعملًا غير التصوّر والإدراك، وهذا الفعل لمّا كانفعلًا مرتبطاً بالمعاني المجرّدة [1] فلابدّ أن يكون من فاعلٍ ومتصرّفٍ مجرّد ولا يعقل أن يكون من القوى الدانية.
والحاصل أنّ العقل كما يتصوّر أطراف القضيّة العقليّة تصوّراً محضاً ثمّ تصوّراً يستتبع الإذعان، فإنّه هو الذي يحكم ويذعن ويصدِّق، وبهذا يثبت وجود قوّة عقلية [2] عَمّالة ولا ينحصر العمل بالقوى الدانية. وعلى هذا، فإذا كانت نفس الإنسان سليمة وقواه الدانية سليمة غير متمرّدة، فإنّ عقله يكون حاكماً ومسيطراً ومتصرّفاً في ما دونه من القوى، وكما ورد: