الحمد للَّهرب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريته محمد وآله الطيّبين الطاهرين، ومن اهتدى بهداهم من الأوّلين والآخرين، سلاماً ما دامت السماء ذات أبراج والأرض ذات فجاج.
أمّا بعد؛ فهذه وجيزة في الملل والنحل لخّصتها من موسوعتنا الكبيرة «بحوث في الملل والنحل»، لما وجدت من أنّ الجيل الحاضر إلى الإيجاز أميل وعن الإسهاب أعرض، واستعرضت فيها الملل والفرق بما لها من أُصول وعقائد وتركت التعرض لما يتفرع عنها، كما تركت التعرض إلى التحليل والنقد إلّاشيئاً يسيراً يقتضيه الحال واقتصرت على دراسة المذاهب الموجودة، واعرضت عن ذكر الفِرَقِ البائدة الّتي أكل عليها الدهر وشرب، ومن ابتغى التحليل والنقد لهذه الفرق فليرجع إلى موسوعتنا المذكورة.
وقبل الخوض في البحث نقدم بحوثاً تمهيدية تُنير السبيل لهذا العلم.
المؤلف