يعتبر التوسّل بأولياء اللَّه وأحبّائه من المسائل المعروفة بين المسلمين في كافة أنحاء العالم، وقد وردت أحاديث كثيرة في جوازه واستحبابه، فهو ليس ظاهرة غريبة، بل هو أمر ديني تعارف عليه المسلمون منذ فجر الإسلام حتّى هذا اليوم، ولا تجد مسلماً ينكره.
وطوال أربعة عشر قرناً لم ينكره أحد سوى ابن تيمية وتلاميذه في القرن الثامن الهجري، وبعد قرنين جاء محمد بن عبد الوهاب فاعتبر التوسّل بأولياء اللَّه بدعة تارة وعبادة للأولياء أُخرى.
فنقول: إنّ القرآن الكريم حثّ المسلمين على الإتيان إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم وطلب الاستغفار منه، وهو نوع توسّل بدعاء النبي في حياته، قال سبحانه: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً» [1].