responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الاَعيان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 389

أجابه حسّان بن ثابت بقصيدة بمثل تلك القافية ومستهلّها:

ذهبت بابن الزبعرى وقعة كانمنّا الفضلُ فيها لو عدل

إلى غير ذلك من الشعراء المواكبين لهذا الخط في عصر الرسالة، الملتفّين حول الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يعينونه في مجال الجهاد بالسيف والرمح، وفي مجال الكلام بالشعر والاَدب، يبطلون بذلك حبائل شعراء المشركين وكذبهم، ويأخذون بمجامع قلوب المسلمين. فكان الاَدب في اسلاك القريض، يدبُّ مع السيف والرمح جنباً إلى جنب.

لقد كان رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يرى أنّ تقدير الشعراء الصالحين، أحد الوسائل لنصرة الاِسلام، حيث كانوا ينضحون الكفّار بنبل أكثر تأثيراً من نبلهم، وقد أصدر النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كلمته المعروفة في حقّ هوَلاء وقال:

«اهجوا بالشعر: إنّ الموَمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده كأنّما تنضحونهم بالنبل ـ وفي لفظ آخر ـ والذي نفس محمد بيده فكأنّما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر» [1]

وقد اقتدت بالنبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ عترته الطاهرة، فكانوا يقدّرون شعر الشعراء إذا كان فيه إجهار بالولاء وإصحار بالحقيقة، ويكسونهم، ويهبون لهم الصلات، فعندما أنشأ الفـرزدق (20ـ 114هـ) ميميّته المعروفة في عصر تسرّبت فيه الروح الاَموية إلى المجتمع، وكانت على الاَلسن سدود، اهتزَّ لها عرش الدولة الاَموية لما كان في شعره من بلاغة كاملة، ونكات بديعة ترشد الاَُمّة إلى مراكز المثل والفضيلة ومنابع الحق ومصادره، وقد أحسَّ بذلك هشام بن عبد الملك الوالي على الحجِّ أيَّام خلافة


[1]مسند أحمد: 3| 460، 456، و ج2| 387.
نام کتاب : تذكرة الاَعيان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست