ارتحل النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وقد خلّف في أُمّته الثقلين والوديعتين العظيمتين، وهماالكتاب والعترة، وأمر بالتمسّك بهما إلى يوم القيامة، وقال: «إِنِّي تارِكٌفِيكُمُالثقْلَين: كِتاب اللّه وعِترتي ما إِن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً».
ولقد بلغ إيصاء الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بالكتاب وأهل بيته _ عليهم السلام _ من الاستفاضة بل التواتر بينالاَُمّة مبلغاً لا ينكره إلاّمكابرٌ للحقيقة، ومعاندٌ للحقّ، والحديث يعرب عن حقيقةٍ ناصعة، وهي أنّ الملجأ للاَُمّة الاِسلاميّة في حلّ المشاكل والمعضلات، بعدالنبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ هو الكتاب والعترة.
وقد قامت العترة الطاهرة في الظروف التي أُتيح لها الاِجهار بالحقيقة، بتفسير الكتاب الكريم، وبيان فرائضه ومندوباته، وتبيين متشابهه ومعضلاته، كما قامت بنشر سنّة النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _، كلُّ ذلك عند سنوح الفرص.
لقدتعلّقت مشيئة اللّه النافذة بانبثاق أنوار الهداية من هذه