فإنّ هذا الاُسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابي من الناس ، وإنّما هو من مديح الملوك والعظماء ، فإذا تصوّرت انّه شعر أبي طالب ، ذاك الشيخ المبجّل العظيم في محمد _ صلى الله عليه وآله وسلم_ وهو شاب مستجير به ، معتصم بظلّه من قريش، قد ربّاه في حجره غلاماً وعلى عاتقه طفلاً ، وبين يديه شابّاً، يأكل من زاده،ويأوى إلى داره علمت موضع خاصّية النبوّة وسرّها ، وانّ أمره كان عظيماً وانّ اللّه تعالى أوقع في القلوب والاَنفس له منزلة رفيعة ومكاناً جليلاً.[1] 2. محمد بن يحيى بن البطريق ، انظر ترجمته في تأسيس الشيعة: 130.
نكات يجب التنبيه عليها
1. قد أطبقت كلمة المترجمين لشيخنا الموَلّف على أنّ اسمه هو: يحيى ابن الحسن بن الحسين فما في تعليقات بعض الاَعاظم بترجمته ، بالحسن بن الحسين محمول على سهو القلم ويصحّح بسقوط لفظ « يحيى » قبل الحسن.
كما أنّ عد شيخنا المترجم له من علماء أهل السنّة كما صدر عنه سهو آخر حيث قال : وانّ كتاب العمدة من الكتب المعتبرة المعتمدة لديهم[2]
وكيف خفي على مثله أنّه من أعيان الطائفة المحقّة ومحدّثيهم ومن المتفانين في حب أهل البيت المقتفين آثارهم؟! 2. قال السيد الصدر في تأسيس الشيعة : آل البطريق بيت جليل بالحلّة من الشيعة الاِمامية ، بيت علم وفضل و أدب، اشتهر منهم صاحب الترجمة وابناه: علي بن يحيى ومحمد بن يحيى[3]
[1]شرح نهجالبلاغة: 14|63، طبع مصر. [2]لاحظ إحقاق الحق: 2|406 و 509 و 3|6. [3]تأسيس الشيعة: 130.