responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 449

فالمحدّثون القميّون عرفوا في سماء الحديث والفقه، وكفاك أنّ إبراهيم بن هاشم، وابنه علي بن إبراهيم، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، وأحمد بن محمد بن عيسى الاَشعري، ومحمد بن أحمد بن عمران الاَشعري، وغيرهم من جهابذة الحديث والفقه خرّيجو مدرسة قم، وتركوا مصنّفات ثمينة بقيت مصونة عن حوادث الزمان.

لم يبق تألّق نجم العلم في هذه البلدة على منوال و احد، بل كان له طلوع وغروب مرّة تلو أُخرى، إلى أن ساق القضاء رجل العلم والفضيلة، مثال الزهد والتقوى، آية اللّه العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ـ قدّس اللّه سرّه ـ إليها عام 1340هـ، فقام بتأسيس الحوزة العلمية فيها، ونفض الغبار عن كاهل حوزتها، ونفث روحاً جديدة في عروقها، في حين كانت رياح الضلال تعصف في أرجاء العالم كلّه، ووقعت إيران العزيزة في مهب رياحه، لكن شاءت الاَقدار الاِلهية أن تكون تلك الحوزة العلمية سدّاً منيعاً أمام التيارات الاِلحادية، ووتداً راسخاً يحول دون الهزة العلمانية، فأضحت مناراً فيّاضاً يشع نوراً وهداية في قلب الاَُمّة الاِسلامية على وجه تمثل قول أئمّة أهل البيت - عليهم السلام - في حقّ هذه البلدة الطيبة:«منها يفيض العلم».

هبط الموَسس آية اللّه الحائري مدينة قم في 22 من شهر رجب المرجب من شهور عام1340هـ، وتقاطر روّاد العلم إليها من كلّ فجّ عميق، فانتعش العلم ببركته، وخرّج طليعة من روّاد العلم والعلماء إلى أن لبّى نداء ربّه في أواخر سنة 1355هـ، وبذلك فقدت الحوزة العلمية زعيمها وموَسسها، ولكن دام عطاء الحوزة العلمية على يد تلامذته، فقاموا برعاية الجامعة العلمية بعد رحيله على أحسن ما يرام، وأخذوا بزمام الاَُمور بعزم سديد، ويد من حديد في جو مشحون بأنواع من المحن والشدائد التي كادت أن تقلع جذور تلك الشجرة المباركة

نام کتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست