ويعد كتابه«مصباح الفقيه» الذي كتبه شرحاً مزجياً على كتاب «شرائع
الاِسلام» للمحقّق الحلّي، من جلائل الكتب في الفقه الاستدلالي في القرن الرابع
عشر، ولا تجد له مثيلاً بين ما أُلّف في هذا القرن؛ خرج منه كتاب الطهارة
والصلاة والزكاة والخمس وكتاب الصوم والرهن، وهو في باب العبادات يعادل
كتاب المكاسب في المعاملات.
ولعمر القارىَ انّ شيخنا المحقّق الهمداني جمع بين عذوبة القلم
ووضوحه، والدقة والعمق في الموضوع، فالقارىَ كلّما يسبر في رياضه ويسبح
في حياضه لا يكلّ ولا يمل، وكأنّه يتكلّم مع القارىَ بلسان ذلق وبيان واضح مع
التدقيق والتحقيق، والكتاب من حسنات الدهر، يعد محوراً للبحوث العليا في
الفقه.وكان سيدنا المحقّق البروجردي يعظّمه ويجلّله ويثني عليه في دروسه.
وله وراء المصباح كتب أُخرى أهمها تعليقته على الفرائد، وقد طبع في جزء
واحد.
هو السيد محمد كاظم بن السيد عبد العظيم الطباطبائي اليزدي النجفي،
أحد الفقهاء الكبار في القرن الرابع عشر، والمرجع الديني الاَعلى بعد رحيل
شيخنا المحقّق الخراساني، تتلمذ على يد الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد
تقي صاحب الحاشية على المعالم في إصفهان إلى أن غادرها عام 1381هـ إلى
النجف الاَشرف، وقد وصل إليه نعي شيخنا الاَنصاري وهو في طريقه إلى
[1] نقباء البشر: 2|776. [2] كان المفروض تأخير ترجمته على ترجمة المحقّق الخراساني، ولمّا كان للثاني دور فعال في
تخريج جيل من العلماء الفطاحل آثرنا تأخير ترجمة الثاني ليتسلسل ترجمة الاَُستاذ و تلاميذه.
نام کتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 441