وقال: إنّك في حال فتواك مخبر عن ربك، وناطق بلسان شرعه، فما أسعدك إن أخذت بالحزم، وما أخيبك إن بنيتَ على الوهم، فاجعل فهمَكَ تلقاء قوله تعالى: ««وَأَنْ تَقُوْلُوا عَلى اللّهِ مَا لا تَعْلَمُوْن»» [1]وانظر إلى قوله تعالى: ««قل أَرَءَيتُم ما أَنْزَلَ اللّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُم منهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ ءاللّهُ أَذِنَ لَكُم أَمْ عَلى اللّهِ تَفْتَرُوْن»» [2]وتفطّن كيف قسم اللّه مستند الحكم إلى القسمين، فما لم يتحقّق إلاذن فانّه مفتر[3]
وكان المحقّق قد نظم الشعر في أوائل شبابه، ثم تركه، إلاّ ما جاء منه بين الحين والحين مما تقتضيه المناسبة.
فمن شعره:
يا راقداً والمنايا غير راقدةٍ * وغافلاً وسهام اللّيل ترميهِ
بِمَ اغترارك والاَيّام مرصدةٌ * والدهر قد ملاَ الاَسماع داعيهِ
أما رأتك الليالي قُبحَ دخلتها * وغدرها بالذي كانت تُصافيهِ
رفقاً بنفسك يا مغرور إنّ لها * يوماً تشيب النواصي من دواهيهِ
توفّـي بالحلّة في ربيع الآخر سنة ست وسبعين وستمائة، واجتمع لجنازته خلق كثير.
[1] البقرة: 169. [2] يونس: 59. [3] انظر الوصية في «المعتبر» للمحقق: ص 21 ـ 22.