القاسم العُكْبَري.
صحب أبا عبد اللّه بن بطّة وسمع منه كثيراً، وأخذ الكلام من أبي الحسين البصري، وتقدّم فيه، وتفقّه حتى صار له اختيار في الفقه.
وكان أوّل أمره منجّماً، فصار نحوياً، وكان حنبلياً فتحوّل حنفياً.
قال الخطيب البغدادي: وكان مضطلعاً بعلوم كثيرة، منها النحو، واللغة، ومعرفة النسب، والحفظ لاَيام العرب، وأخبار المتقدمين، وله أنس شديد بعلم الحديث.
قيل وكان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، ويعتقد انّ الكفّار لا يخلّدون في النار. وردّ عليه الذهبي بعموم قوله تعالى: (وما هُم بخارجينَ مِنَ النار) [1]
ومن شعره:
أحبَّتنا بأبي أنتُمُ * وسَقْياً لكم أينما كنتُمُ
أطلتمْ عذابي بإبعادكمْ * وقلتم تَزوروا وما زرتُمُ
فإنْ لمْ تجودوا على عبدكمْ * فإنَّ المعزَّى به أنتُمُ
ولابن برهان من الكتب: الاختيار في الفقه، أُصول اللغة، واللمع في النحو.
توفّي في جمادى الاَُولى سنة ست وخمسين وأربعمائة.