أصحابه، وشهد معه وقعتي الجمل وصفين، وكان قائداً حربياً مظفراً، وتميز يوم صفين، وأشرف يومئذ على معسكر معاوية ليدخله، وكاد أن يهزمَ معاوية، فحمل عليه جماعة من أصحاب الاِمام - عليه السّلام- الذين صاروا خوارج فيما بعد لما رأوا مصاحف أهل الشام قد رُفعت ـ خديعة ومكيدة ـ يدعون إلى كتاب اللّه، وما أمكنه مخالفة أمير الموَمنين ـ لما اضطرّ للتحكيم ـ فكفّ.
وكان للاَشتر في العلم الحظ الاَوفر والنصيب الاَوفى فقهاً وحديثاً، وكان شاعراً حماسياً مُجيداً، وخطيباً مِصقعاً، ولكن غطّى على صفاته صفة البطولة والشجاعة التي أدهشت العقول وحيّرت الاَفكار [1]
قال ابن حجر: روى عن: عمر وعلي وخالد بن الوليد وأبي وأُم ذر .
وعنه: ابنه إبراهيم وأبو حسان الاَعرج وكنانة مولى صفية وعبد الرحمان بن يزيد وعلقمة بن قيس ومخرمة بن ربيعة النخعيون، وعمرو بن غالب الهمداني.
وقال أيضاً: وقد وقع له ذكر ضمن أثر علّقه البخاري في صلاة الخوف، قال: قال الوليد: ذكرت للاَوزاعي صلاة شرحبيل بن السمط وأصحابه على ظهر الدابة فقال كذلك الاَمر عندنا إذا تخوّف الفوت. وهذا الاَثر رواه عمرو بن أبي سلمة عن الاَوزاعي، قال: قال شرحبيل بن السمط لاَصحابه: لا تصلّوا صلاة الصبح على ظهر، فنزل الاَشتر فصلّـى على الاَرض، فأنكر عليه شرحبيل، وكان الاَوزاعي يأخذ بهذا في طلب العدو .
[1]انظر «قائد القوات العلوية مالك الاَشتر النخعي» ص 3.