أقول: يظهر أنّ تضعيفه، انّما هو من جهة المذهب، فقد أكدوا أنّه كان يُعدّ من شيعة أهل الكوفة، وأنّه كان يتشيع، وممّا يُعضد ما ذهبنا إليه قول الساجي فيه: ليس بحجة وكان يقدّم علياً على الكل [2]
وقول الجوزجاني: مائل.
وعليه فإنّ تضعيفهم إياه لا يُعبأ به، فقد روى عنه جلّة الناس، كما قال البزار [3]
، أو جماعة من الثقات في قول ابن عدي، وروى له البخاري في «الاَدب» وأبو داود والترمذي وابن ماجة.
ووثّقه ابن سعد وابن معين كما تقدم، ثم إنّ الرجل معروف بجهاده وثباته، وقد نُكّل به وعُذّب لحبّه وموالاته لاَمير الموَمنين - عليه السّلام- .
روي أنّ عبد اللّه بن الزبير دعا محمد بن الحنفية إلى بيعته فأبى، فحصره ومن معه من بني هاشم في الشِّعب، وتوعّدهم بالاِحراق، فبعث المختار أبا عبد اللّه الجدلي في أربعة آلاف، فسار القوم حتى أشرفوا على مكة، فجاء المستغيث: