وشملها ـ كما شمل أخويها الحسن والحسين من قبل ـ عطف جدِّها وحنانه، ولما توفي المصطفى - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ، وأُمَّها التي كانت أوّل أهل بيته لحوقاً به، حظيت برعاية أبيها - عليه السّلام- ، فتنسَمت عَرفَه، وسمعت حديثه وكلِمَه، ووعت مواقفه وبأسه، فانعكس ذلك كله على شخصيتها، فكان منها ما كان في طفّ كربلاء، وفي الكوفة والشام.
روى عنها: ابن أخيها زين العابدين، وجابر بن عبد اللّه الاَنصاري، وابن عباس، وكان يقول: حدثتني عقيلتنا، زينب بنت علي [2]
وكانت عالمة، خطيبة، فصيحة، جليلة الشأن، موصوفة بالصبر الجميل والثبات والتسليم إلى اللّه تعالى، وكانت ذات عبادة وتهجّد.
وكانت لها نيابة خاصة عن الاِمام الحسين - عليه السّلام- ، وكان يُرجع إليها في الحلال والحرام في وقت مرض الاِمام زين العابدين [3] - عليه السّلام- ، ولها خطب وكلمات تتجلى فيها بلاغتها ورجاحة عقلها، وقوة حجتها، ووعيها للقرآن الكريم والسنّة الشريفة.
قال الاِمام زين العابدين - عليه السّلام- وهو يخاطب عمته زينب: أنت بحمد اللّه عالمة غير معلَّمة، وفهمة غير مفهَّمة.
[1]انظر روايتها عن علي - عليه السّلام- وعن أُم أيمن ورواية زين العابدين عنها: كامل الزيارات: باب 88، ص 261 ، 266. [2]مقاتل الطالبيين: 91. [3]كمال الدين: 501، الباب 45، الحديث 27، وتنقيح المقال: 3|79.