وكان كبير الشأن جليل القدر، لسناً بليغاً، جواداً كريماً، وأخباره في الجود كثيرة مشهورة، وكان يسمّى بحر الجود، ويقال: إنّه لم يكن في الاِسلام أسخى منه.
عدّه ابن حزم في أصحاب الفتيا، ووصفه الذهبي بالسيّد العالم.
رُوي أنّ أسماء بنت عميس ذكرت للنبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - يُتم أولاد جعفر، فقال - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - : العَيْلة تخافين عليهم، وأنا وليُّهم في الدنيا و الآخرة؟
وكان عبد اللّه بن جعفر فيمن شهد صفّين مع الاِمام - عليه السّلام- ، وكان أحد الاَمراء فيها، وكان عليّ - عليه السّلام- ينهاه والحسنَ والحسينَ والعباسَ بن ربيعة وعبدَ اللّه ابن العباس عن مباشرة الحرب، ضنّاً بهم على القتل.
وكان شديد التعظيم للاِمامين الحسن والحسين «عليهما السلام» ، وله مواقف في الذبِّ عنهما أمام محاولات معاوية للنيل منهما، يوم كان يمهّد للبيعة لابنه يزيد [1].
ولما عزم الاِمام الحسين - عليه السّلام- على النهوض لمقارعة الظالمين، وخرج من مكة قاصداً الكوفة، بعث عبد اللّه بن جعفر إليه كتاباً مع ابنيه عون ومحمد، أعرب فيه عن حبِّه له واعتزازه به، وقال فيه: إن هلكتَ اليوم طُفىَ نور الاَرض، فإنّك علم المهتدين، ورجاء الموَمنين [2] فكان عون ومحمد من المستشهدين بين يدي الحسين - عليه السّلام- بكربلاء.
قال إبراهيم بن صالح: عوتب عبد اللّه بن جعفر على السخاء، فقال: يا هوَلاء إنّي عوّدت اللّه عادةً، وعوّدني عادة، وإني أخاف إن قطعتها قطعني.
توفّي سنة ثمانين، وقيل: أربع وثمانين، وقيل غير ذلك.