الشحم واللحم فليأت، ورُوي أنّ رسول اللّه قال في قيس بن سعد: «إنّه من بيت جود».
ولما أراد رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - أن يُعطي ـ يوم الخنـدق ـ عُيينة بن حصن ثلث تمر المدينة، لينصرف بمن معه من غطفان، ويخذّل الاَحزاب أبى عيينة إلاّ أن يأخذ النصف، فأرسل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فشاورهما في ذلك. فقالا: يا رسول اللّه إن كنت أمرت بشيء فافعله وامضِ له، وإن كان غير ذلك فواللّه لا نعطيهم إلاّ السيف. فقال رسول اللّه ص : لم أوَمر بشيء، ولو أمرتُ بشيء ما شاورتكما، وانّما هو رأي أعرضه عليكما. فقالا: واللّه يا رسول اللّه ما طمعوا بذلك منّا قطّ في الجاهلية، فكيف اليوم؟ وقد هدانا اللّه بك وأكرمنا وأعزّنا واللّه لا نعطيهم إلاّ السيف، فسُـرّ بذلك رسول اللّه ص وقال لعيينة ومن معه: ارجعوا فليس بيننا وبينكم إلاّ السيف، ورفع بها صوته.
عن ابن عباس، قال: كان لواء رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - مع عليّ، ولواء الاَنصار مع سعد بن عبادة.
حدّث سعد عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - . وهو أحد رواة حديث الغدير: (من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه) من الصحابة [1]
حدّث عنه بنوه: قيس [2]وسعيد وإسحاق، وحفيده شرحبيل بن سعيد، وابن عباس، وأبو أمامة بن سهل، وغيرهم.
[1] الغدير 1|42: للعلاّمة الاَميني. وفيـه: روى الحـديث عنه أبو بكـر الجعـابي في نخب المناقب. [2] قيس بن سعد: صحابي جليل، من دهاة العرب، ذوي الرأي والنجدة، وشهرته بالدهاء مع تقيّده المعروف بالدين تُثبت له الاَولوية والتقدّم بين دهاة العرب. وكان يقول: لولا أنّي سمعت رسول اللّه ص يقول: «المكر والخديعة في النار» لكنت من أمكر هذه الاَُمّة.لاحظ ترجمته في ص [229]