الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء - السبحاني، الشيخ جعفر

نام کتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 69

..........

و استدل العلّامة علیه بقوله: لا شکّ انّ صوم کلّ یوم مستقل بنفسه قائم بذاته، لا تعلّق له بالیوم الذی بعده و تتعدّد الکفارة بتعدّد أیّام إفطاره، ثمّ ردّ علی دلیل المرتضی بقوله: إنّه قیاس محض، مع قیام الفارق بین الأصل و الفرع فانّ الیوم الواحد، عبادة واحدة، و انقسامها بانقسام أجزاء زمانها لا یوجب تعدّدها، کالصلاة التی یکفی فی إیقاعها النیة الواحدة، و لا یوجب لکلّ فعل نیة علی حدة، بخلاف الأیام المتعددة فانّها عبادات متغایرة و لا تعلق لبعضها ببعض.[1]
و لا یخفی أنّ ما ذکره کاف فی ردّ دلیله الثانی و هو عدم اشتراط استمرار النیة، و کفایة وجودها عند طلوع الفجر، دون دلیله الأوّل علی جواز الفصل بین النیة و العمل، إذ لم یردّ علیه بشی‌ء.
و التحقیق أن یقال: انّ هذا النزاع مبنی علی قول القدماء من تفسیر النیة بالإخطار بالبال، فقالوا: هل تکفی النیة الواحدة أی الإخطار بالبال فی أوّل الشهر أو یلزم تعددها أی تعدد الإخطار بالبال.
و أمّا علی مبنی المتأخرین من أنّ النیّة عبارة عن الداعی الذی هو أثر الإرادة التفصیلیة الباعثة إلی اختیار الفعل فی وقته فیکفی بقاؤه فی النفس بحیث لا تنافیه الغفلة و النوم، و کلّما سئل المکلّف عن الفعل لأخبر بأنّه بصدد الصوم. و الداعی للعمل مکنون فی النفس لا یضمحلّ بمرور الأیّام، سواء سمّی ذلک نیة واحدة لمجموع أیّام الشهر أو نیات متعددة حسب تقرره فی النفس عبر الأیام.
و أمّا الاستدلال علی کفایة النیة الواحدة بقوله: فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ[2]فغیر تام، لأنّ الآیة بصدد التفریق بین الحاضر و المسافر و لیست بصدد بیان انّ الواجب شی‌ء واحد و هو نفس الشهر حتی یقال بأنّ العمل الواحد تکفی فیه النیة الواحدة.
______________________________
[1]. المختلف: 3/ 374.
[2]. البقرة: 185.

نام کتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 69

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست