نام کتاب : الرسائل الأربع( قواعد أصولية وفقهية) - تقريرات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 201
خاتمة المطاف: [في تعارض الروايات]
لا شك أنّ لاختلاف الفقهاء في فتاواهم أسباباً ليس المقام لبيان تفصيلها، و لكن نشير هنا إلى سبب خاصّ و هو تعارض الروايات المروية عن أهل البيت (عليهم السلام)، و بما أنّ لشيخنا الأُستاذ- ()- تحليلًا رائعاً، في هذا المقام، و قد طرحه عند البحث عن تعارض الأدلّة [في الثالث و العشرين من شهر جمادي الأُولى من شهور عام 1414 ه-] فناسب نقله هنا إكمالًا للفائدة، و لو ساعدنا الزمان سنقوم بنشر ما أفاده شيخنا الأُستاذ- ()- من الأفكار البديعة في المبحث المذكور.
قال شيخنا الأُستاذ- حفظَه اللّه تعالى-:
عند ما نطالع كتابي الوسائل و المستدرك مثلًا، نرى أنَّه ما من باب من أبوابِ الفقه إلّا و فيه اختلاف في رواياته، و هذا ممَّا أدَّى إلى رجوع بعض ممَّن استبصروا عن مذهبِ الإماميَّة.
قال شيخنا الطوسي (رحمه الله) في أوائل تهذيبهِ: «سمعت شيخنا أبا عبد اللّه (المفيد (رحمه الله)) أيَّده اللّه، يذكر أنَّ أبا الحسين الهارونيّ العلويّ كان يعتقد الحقَّ و يدينُ بالإمامَة، فرجعَ عنها لمَّا التبس عليه الأمر في اختلافِ الأحاديثِ، و تركَ المذهَبَ و دانَ بغيره ( [1]) لما لم يتبيَّن له وجوه المعاني فيها، و هذا يدلُّ على أنَّه دخلَ فيه على غيرِ بصيرة و اعتقدَ المذهب من جهةِ التقليد، لأنَّ الاختلاف في الفروع لا يوجب ترك ما ثبت بالأدلَّة من الأُصول» ( [2]) انتهى.
[1] صار زيديّاً و هو من الشخصيات البارزة فيهم. (منه حفظه اللّه).