والظاهر من الكتاب العزيز انّيوسف قام بذلك بأمر من اللّه سبحانه حيث
قال:"كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ في دِينِ المَلِكِ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللّه"[2]
أمره سبحانه بذلك ليبلغ الكتاب أجله ويتم البلاء الذي أحاط بيعقوب ويوسف و
تبلغ حكمة اللّه تعالى التي قضاها لهم نهايتها.
الاستدلال بالسنّة
استدلّوا من السنّة بما رواه البخاري، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري،
أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - استعمل رجلاً على خيبر، فجاءه بتمر جنيب، فقال رسول
اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - : أكلّ تمر خيبر هكذا؟» قال: لا واللّه يا رسول اللّهص انّا لنأخذ الصاعَ
من هذا، بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، فقال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - :«لا تفعل، بع
الجمع بالدراهم، ثمّابتع بالدراهم جنيباً». [3]
والجمع نوع من تمر خيبر رديء، والجنيب نوع جيد، ولم يفصّل بين أن
يكون البيع من رجلين أو رجل واحد.