فهذه الآيات تعرب بوضوح عن أنّ هناك أُموراً توصف بالاِحسان
والفحشاء والمنكر والبغي والمعروف قبل تعلّق الاَمر أو النهي بها وأنّ الاِنسان
يجد انّ وصف الاَفعال بأحدها ناجم من صميم ذاته.وليس معرفة الاِنسان بها
موقوفاً على تعلّق أمر الشارع بها ولو تعلّق يكون تأكيداً لاِدراك العقل وأمره
بالحسن والنهي عن القبيح.
أضف إلى ذلك أنّه سبحانه يتخذ وجدان الاِنسان سنداً لقضائه فيما يستقل
به.
5. يقول تعالى: "أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدينَ فِي
الاََرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقينَ كَالفُجّار " . [5]
6. ويقول سبحانه: "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمينَ كَالْمُجْرِمينَ * ما لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ" . [6]