المواهب في تحرير احکام المکاسب - السبحاني، الشيخ جعفر

نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 809

و قال أبو عبد اللّه (علیه السلام): «لم تبق الأرض إلا و فیها منّا عالم، یعرف الحق من الباطل، و قال: إنّما جعلت التقیة لیحقن بها الدم، فإذا بلغت التقیة الدم فلا تقیة، و أیم اللّه لو دعیتم لتنصرونا لقلتم: لا نفعل انّما نتقی، و لکانت التقیة أحب إلیکم من آبائکم و أُمّهاتکم، و لو قد قام القائم ما احتاج إلی مساءلتکم عن ذلک، و لأقام فی کثیر منکم من أهل النفاق حد اللّه». [1] و الحدیث یفسر بوجهین:
الأوّل: ما اعتمد علیه الشیخ و هو أنّ التقیة شرعت لصیانة الدماء، فإذا أوجبت التقیة سفک الدم فلا تقیة، و ان شئت قلت: إنّ الغایة من التقیة هی الحراسة علی دماء المسلمین، فلو أوجبت التقیة إراقة الدم فلا وجه لترجیح أحدهما علی الآخر.
الثانی: انّ التقیة انّما شرعت لغایة حفظ النفس، فإذا لم تکن هذه الغایة مترتبة علیهما بل کان الشخص مقتولًا لا محالة اتّقی أم لم یتق فلا تقیة، لانتفاء الغرض من تشریع التقیة، و المعنی الأوّل أوضح.
هذا إذا استلزمت التقیة سفک الدم، و أمّا إذا کانت إراقة الدم مقتضی الإکراه فغیر جائزة قطعاً، لما عرفت من انصراف أدلّته عنها.
نعم لو کان مضطراً إلی إتلاف أحد الشخصین أو المالین فلا یبعد إعمال قاعدة التزاحم فی المقام. و أمّا قوله (صلی الله علیه و آله و سلم): «المسلمون إخوة تتکافأ دماؤهم». [2] فالمراد منه التکافؤ و التساوی فی مقام القصاص دون غیره.
و أمّا الثانی:- کقتل النفس قصاصاً عن تقیة و إکراه- فلا یجوز لأنّ القاتل یعد محقون الدم بالنسبة إلی غیر ولی الدم فلا یجوز قتله ابتداء و إن کان مهدوراً

[1] الوسائل: 11/ 483، الباب 31 من أبواب الأمر و النهی، الحدیث: 2.
[2] المستدرک: 11/ 45، الباب 18 من أبواب جهاد العدو، الحدیث: 4.

نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 809

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست