الثانی: تظلّم المظلوم بإظهار ما فعل الظالم به

و یظهر من صاحب مفتاح الکرامة اختصاص الجواز عند من یرجو منه إزالة ظلمه حیث قال: شکایة المتظلّم بصورة ظلمه عند من یرجو منه إزالة ظلمه. و هو الذی یأتی البحث عنه فی آخر المسألة من أنّه هل یشترط فی جواز الغیبة ترتّب غرض صحیح أو لا؟ و استدلّ بوجوه:
الأوّل: قوله سبحانه: (لٰا یُحِبُّ اللّٰهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلّٰا مَنْ ظُلِمَ وَ کٰانَ اللّٰهُ سَمِیعاً عَلِیماً* إِنْ تُبْدُوا خَیْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللّٰهَ کٰانَ عَفُوًّا قَدِیراً). [2]
و الظاهر أنّ «السوء من القول» تعبیر آخر، عن القول السوء فیشمل الشتم و الغیبة و النمیمة. و المراد الکلام الذی یسوء من قیل فی حقّه. و تخصیص السوء من القول بالدعاء علیه لا دلیل علیه، بل یعمّ الجمیع و یکون المستثنی فی