المواهب في تحرير احکام المکاسب - السبحاني، الشيخ جعفر

نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 558

3. قوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِینَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفٰاحِشَةُ فِی الَّذِینَ آمَنُوا لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِیمٌ فِی الدُّنْیٰا وَ الْآخِرَةِ وَ اللّٰهُ یَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ). [1]
و الآیة تحتمل وجوهاً:
منها: المراد من الآیة هو أنّ حبَّ شیوع المعاصی بین العباد إثم عظیم یترتب علیه العذاب فی الدنیا و الآخرة، و هذا هو المتبادر من الآیة مع غض النظر عن القرائن.
لکن یبعده أنّ حبَّ شیوع الفاحشة بما هو هو من دون صدور عمل من المحب کیف یترتب علیه عذاب فی الدنیا و الآخرة؟! و قد تضافرت الروایات علی عدم الإثم فی الحب إذا لم یرتکب شیئاً من مقدّماته أو غیرها، و لأجل ذلک یجب تفسیر الآیة بوجه آخر.
و منها: أنّ الآیة نازلة فی عداد الآیات الواردة حول الإفک و قذف المؤمن أو المؤمنة بالزنا من غیر بیّنة.
قال ابن منظور الإفریقی: الفحش و الفحشاء و الفاحشة: القبیح من القول و الفعل، و جمعها الفواحش.
و قال الفیروزآبادی: الفاحشة: ما یشتد قبحه من الذنوب. [2]
و علی ذلک فالمراد من الفاحشة هو القذف بجعل اللام للعهد، و هو رمی البری‌ء بالزنا الذی لم یثبت بالبیّنة، و المراد من قوله: (یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفٰاحِشَةُ) لیس مجرّد الحب بلا فعل و لا عمل، بل المراد الذین یشیعون الفاحشة عن حبّ

[1] النور: 19.
[2] و تفسیرها بالزنا کما مرّ فی کلامه أیضاً من باب تطبیق المعنی الکلّی علی المصداق التام.

نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 558

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست