نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 557
سبحانه، فهو بإطلاقه یشمل الغیبة، لأنّ الغیبة من القول الذی یسوء المقول فیه. ثمّ إنّه ربّما یقال بعدم دلالة الآیة علی حرمة الغیبة لوجهین: الأوّل: انّه لیس فی الآیة ما یدلُّ علی أنّ الغیبة من الجهر بالسوء إلا القرائن الخارجیة. الثانی: انّه لا یستفاد منها التحریم، لأنّ عدم المحبوبیة أَعم منها و من الکراهة المصطلحة. یلاحظ علیه: أنّ المراد من القول بالسوء هو القول الذی یسوء المقول فیه، و الغیبة من أظهر مصادیقه. و إنْ شئت قلت: «السوء» بمعنی الشر و ما فیه الفساد و یجمع علی «أ سواء»، و المراد من (السوء مِنَ الْقَوْلِ) هو القول السوء، أی القول الشر و ما فیه الفساد، و الغیبة من مصادیقه قطعاً، کما أنّ السب و الشتم بما فیه، و بما لیس فیه، من مصادیقه أیضاً. و یؤید الإطلاق قوله سبحانه بعد الآیة: (إِنْ تُبْدُوا خَیْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللّٰهَ کٰانَ عَفُوًّا قَدِیراً). [1] إذ لا شک فی أنّ السوء الوارد فی الآیة الثانیة یشمل الغیبة بلا کلام، فهو قرینة علی الإطلاق فی الآیة المتقدّمة علیها. و أمّا ما أفاده ثانیاً من أنّ عدم الحب أَعم، فهو أیضاً غیر تام، لأنَّ مناسبة الحکم و الموضوع تقتضی حمله علی الحرمة، فانّ المناسب لکلام الشر، هو الحرمة. [1] النساء: 149.
نام کتاب : المواهب في تحرير احکام المکاسب نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 557