نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 85
يرخّص
للمسلمين السجود على غيرها، و في الثانية جاء الترخيص فيما تنبته الارض، و ليست
وراء هاتين المرحلتين مرحلة أُخرى إلّا جواز السجود على الثياب لعذر و ضرورة، فما
يظهر من بعض الروايات من جواز السجود على الفرو و أمثاله مطلقاً فمحمولة على
الضرورة، أو لا دلالة لها على السجود عليها، بل غايتها الصلاة عليها.
و
من هنا يظهر بوضوح أنّ ما التزمت به الشيعة هو عين ما جاءت به السنّة النبويّة، و
لم تنحرف عنه قيد أنملة، و لعلّ الفقهاء أدرى بذلك من غيرهم، لَانّهم الامناء على
الرسالة و الادلاء في طريق الشريعة، و نحن ندعو إلى قليل من التأمّل لِاحقاق الحقّ
و تجاوز البدع.
ما
هو السرّ في اتّخاذ تربة طاهرة؟
بقي
هنا سؤال يطرحه كثيراً اخواننا أهل السنّة حول سبب اتّخاذ الشيعة تربة طاهرة في
السفر و الحضر و السجود عليها دون غيرها. و ربّما يتخيّل البسطاء كما ذكرنا سابقاً
أنّ الشيعة يسجدون لها لا عليها، و يعبدون الحجر و التربة، و ذلك لَانّ هؤلاء
المساكين لا يفرّقون بين السجود على التربة، و السجود لها.
و
على أيّ تقدير فالاجابة عنها واضحة، فإنّ المستحسن عند الشيعة هو اتّخاذ تربة
طاهرة طيّبة ليتيقن من طهارتها، من أيّ أرض أُخذت، و من أيّ صقع من أرجاء العالم
كانت، و هي كلّها في ذلك سواء.
و
ليس هذا الالتزام إلّا مثل التزام المصلّي بطهارة جسده و ملبسه و مصلّاه، و أمّا
سرّ الالتزام في اتّخاذ التربة هو أنّ الثقة بطهارة كلّ أرض يحلّ بها، و يتّخذها
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 85