responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 75

الارض بوجهه الذي هو أشرف أعضائه، سواء كان ذلك بالجبهة أو الانف، بل ربّما كان الانف عند بعضهم أولى بالوضع من حيث إنّه مأخوذ من الانفة و الكبرياء، فإذا وضعه على الارض، فكأنّه خرج عن الكبرياء التي عنده بين يدي اللّه تعالى إذ الحضرة الالهية محرّم دخولها على من فيه أدنى ذرة من كبر فانّها هي الجنة الكبرى حقيقة و قد قال- صلى الله عليه و آله و سلم-: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر»[1].

نقل الامام المغربي المالكي الروداني: عن ابن عباس رفعه: من لم يلزق أنفه مع جبهته بالارض إذا سجد لم تجز صلاته‌[2].

2. الفرق بين المسجود له و المسجود عليه:

كثيراً ما يتصوّر أنّ الالتزام بالسجود على الارض أو ما أنبتت منها بدعة و يتخيّل الحجر المسجود عليه وثناً، و هؤلاء هم الذين لا يفرّقون بين المسجود له، و المسجود عليه، و يزعمون أنّ الحجر أو التربة الموضوعة أمام المصلّي وثناً يعبده المصلّي بوضع الجبهة عليه. و لكن لا عتب على الشيعة إذا قصر فهم المخالف، و لم يفرّق بين الامرين، و زعم المسجود عليه مسجوداً له، و قاس أمر الموحّد بأمر المشرك بحجّة المشاركة في الظاهر، فأخذ بالصور و الظواهر، مع أنّ الملاك هو الاخذ بالبواطن و الضمائر، فالوثن عند الوثني معبود و مسجود له يضعه أمامه و يركع و يسجد له، و لكن الموحّد الذي يريد أن يصلّي في إظهار العبودية إلى نهاية


[1] . اليواقيت و الجواهر في عقائد الاكابر: عبد الوهاب بن أحمد بن علي الانصاري المصري المعروف بالشعراني( من أعيان علماء القرن العاشر): 164/ 1. الطبعة الاولى.

[2] . محمد بن محمد بن سليمان المغربي( المتوفى عام 1049): جمع الفوائد من جامع الاصول و مجمع الزوائد: 214/ 1 برقم 1515.

نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست