نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 336
عصر لم تكن
لهم دولة تحميهم، و لا قدرة و لا منعة تدفع عنهم الاخطار. و أمّا هذه الاعصار فلا
مسوّغ و لا مبرّر للتقية إلّا في موارد خاصة.
إنّ
الشيعة كما ذكرنا لم تلجأ إلى التقية إلّا بعد أن اضطرّت إلى ذلك، و هو حق لا
أعتقد أن يخالفها فيه أحد ينظر إلى الامور بلبّه لا بعواطفه، إلّا أنّ من الامور
المسلّمة في تاريخ التشيّع، انحصار التقية في مستوى الفتاوى، و لم تترجم إلّا
قليلًا على المستوى العملي، بل كانوا عملياً من أكثر الناس تضحية، و بوسع كل باحث
أن يرجع إلى مواقف رجال الشيعة مع معاوية و غيره من الحكّام الامويين، و الحكام
العباسيين، أمثال حجر بن عدي، و ميثم التمار، و رشيد الهجري، و كميل بن زياد، و
مئات من غيرهم، و كمواقف العلويين على امتداد التاريخ و ثوراتهم المتتالية.
التقية
المحرّمة:
إنّ
التقية تنقسم حسب الاحكام الخمسة، فكما أنّها تجب لحفظ النفوس و الاعراض و
الاموال، فإنّها تحرم إذا ترتّب عليها مفسدة أعظم، كهدم الدين و خفاء الحقيقة على
الاجيال الآتية، و تسلّط الاعداء على شئون المسلمين و حرماتهم و معابدهم، و لأَجل
ذلك ترى أنّ كثيراً من أكابر الشيعة رفضوا التقية في بعض الاحيان و قدّموا أنفسهم
و أرواحهم أضاحي من أجل الدين، فللتقية مواضع معينة، كما أنّ للقسم المحرم منها
مواضع خاصة أيضاً.
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 336