responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 330

علي- عليه السّلام-، فقتلهم تحت كل حجر و مدر، و أخافهم، و قطع الايدي و الارجل، و سمل العيون، و صلبهم على جذوع النخل، و طردهم و شرَّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم، و كتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق: ألّا يجيزوا لَاحد من شيعة علي و أهل بيته شهادة.

ثمّ كتب إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحبّ علياً و أهل بيته، فامحوه من الديوان، و أسقطوا عطاءه و رزقه، و شفع ذلك بنسخة أُخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكّلوا به، و اهدموا داره. فلم يكن البلاء أشد و لا أكثر منه بالعراق، و لا سيّما بالكوفة حتّى أنّ الرجل من شيعة علي- عليه السّلام- ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيُلقي إليه سرّه، و يخاف من خادمه و مملوكه، و لا يحدّثه حتى يأخذ عليه الايمان الغليظة، ليكتمن عليه.

و أضاف ابن أبي الحديد: فلم يزل الامر كذلك حتى مات الحسن بن علي- عليهما السّلام-، فازداد البلاء و الفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلّا و هو خائف على دمه، أو طريد في الارض.

ثمّ تفاقم الامر بعد قتل الحسين- عليه السّلام-، و ولي عبد الملك بن مروان، فاشتد على الشيعة، و ولّى عليهم الحجاج بن يوسف، فتقرَّب إليه أهل النسك و الصلاح و الدين ببغض علي و موالاة أعدائه، و موالاة من يدعي من الناس أنّهم أيضاً أعداؤه، فأكثروا في الرواية في فضلهم و سوابقهم و مناقبهم، و أكثروا من البغض من علي- عليه السّلام- و عيبه، و الطعن فيه، و الشنان له، حتى أنّ إنساناً وقف للحجاج و يقال إنّه جد الاصمعي عبد الملك بن قريب بن قريب فصاح به: أيّها الامير إنّ أهلي عقوني فسمّوني علياً، و إنّي فقير و بائس و أنا إلى صلة الامير

نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست