نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 327
2 ينقل جمال
الدين القاسمي عن الامام مرتضى اليماني في كتابه «إيثار الحق على الخلق» ما نصّه:
«و زاد الحق غموضاً و خفاءً أمران: أحدهما: خوف العارفين مع قلّتهم من علماء السوء
و سلاطين الجور و شياطين الخلق مع جواز التقية عند ذلك بنص القرآن، و اجماع أهل
الاسلام، و ما زال الخوف مانعاً من إظهار الحق، و لا برح المحق عدوّاً لَاكثر
الخلق، و قد صحّ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّه قال في ذلك العصر الاوّل: حفظت
من رسول اللّه- صلى الله عليه و آله و سلم- وعاءين، أمّا أحدهما فبثثته في الناس و
أمّا الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم[1].
3 و
قال المراغي في تفسير قوله سبحانه:" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ
مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
بِالْإِيمانِ": و يدخل في التقية مداراة الكفرة و الظلمة و الفسقة، و إلانة
الكلام لهم، و التبسّم في وجوههم و بذل المال لهم، لكف أذاهم و صيانة العرض منهم،
و لا يعد هذا من الموالاة المنهي عنها، بل هو مشروع، فقد أخرج الطبراني قوله- صلى
الله عليه و آله و سلم-: «ما وَقَى المؤمن به عرضَه فهو صدقة»[2].
ان
الشيعة تتقي الكفّار في ظروف خاصة لنفس الغاية التي لَاجلها يتقيهم السنّي، غير
أنّ الشيعي و لأَسباب لا تخفى، يلجأ إلى اتقاء أخيه المسلم لا لقصور في الشيعي، بل
في أخيه الذي دفعه إلى ذلك لَانّه يدرك أنّ الفتك و القتل مصيره إذا صرّح بمعتقده
الذي هو موافق لَاصول الشرع الاسلامي و عقائده، نعم كان الشيعي و إلى وقت قريب
يتحاشى أن يقول: إنّ اللّه ليس له جهة، أو أنّه تعالى لا يُرى يوم القيامة، و إنّ
المرجعية العلمية و السياسية لَاهل البيت بعد رحلة النبي