نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 27
هذا هو الذي
أحسسته عند ما تشرفت بزيارة بيت اللّه الحرام عام 1375 و أنا أستمع للَاذان في
الحرمين الشريفين، و لم تزل تجول في ذهني و مخيلتي أنّ هذا الفصل ليس من كلام
الوحي و انّما أُقحم بسبب، بين فصول الاذان، فهذا ما دعاني إلى البحث و التنقيب في
هذا الموضوع فلم أر بدّاً من البحث عن أمرين:
1
كيفية تشريع الاذان و دراسة تاريخه.
2
ما هو السبب لدخول هذا الفصل بين فصول الاذان.
المقام
الأوّل: كيفية تشريع الأذان و دراسة تاريخه:
اتفقت
أئمّة أهل البيت على أنّ اللّه سبحانه هو المشرّع للَاذان، و انّه هبط به جبرئيل و
علّمه رسول اللّه و هو علّمه بلالًا، و لم يشارك في تشريعه أحد. و هذا عندهم من
الامور المسلّمة، نذكر بعض ما أثر عنهم:
1
روى ثقة الاسلام الكليني بسند صحيح عن زرارة و الفضيل، عن أبي جعفر الباقر- عليه
السلام- قال: لمّا أُسري برسول اللّه- صلى الله عليه و آله و سلم- إلى السماء فبلغ
البيت المعمور، و حضرت الصلاة، فأذّن جبرئيل- عليه السلام- و أقام فتقدم رسول
اللّه- صلى الله عليه و آله و سلم- و صفَّت الملائكة و النبيون خلف محمّد- صلى
الله عليه و آله و سلم-.
2
روى أيضاً بسند صحيح عن الامام الصادق- عليه السلام- قال: لمّا هبط جبرئيل بالاذان
على رسول اللّه- صلى الله عليه و آله و سلم- كان رأسه في حجر علي- عليه السلام-
فأذّن جبرئيل و أقام[1] فلمّا
انتبه رسول اللّه- صلى الله عليه و آله و سلم- قال: علي سمعت؟ قال: نعم[2]
قال:
[1] . لا منافاة بين الروايتين و كم نزل أمين الوحي
بآية واحدة مرّتين، و الغاية من التأذين في الاوّل غيرها في الثاني كما هو واضح
لمن تدبّر.
[2] . كان علي- عليه السلام- محدَّثاً و هو يسمع كلام
الملك. لاحظ صحيح البخاري و شرحه: إرشاد الساري: 99/ 6 و غيره باب رجال يُكلَّمون
من غير أن يكونوا أنبياء ... روى عن النبيّ أنّه قال: لقد كان فيمن قبلكم من بني
إسرائيل ...
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 27