نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 613
لعن بعضهم بعضاً
ودعم كلامه بكثير
من الحجج القاطعة ، وأضاف بعد ذلك يقول : «وقد كان كثير من الصحابة يلعن عثمان وهو
خليفة ، منهم : عائشة كانت تقول : اقتلوا نعثلاً». [١] لعن الله نعثلة ، ومنهم : عبد الله بن مسعود ، وقد لعن
معاوية علي بن أبي طالب ، وابنيه حسناً وحسيناً وهم أحياء يرزقون في العراق ، وهو
يلعنهم في الشام على المنابر ، ويقنت عليهم في الصلوات ، وقد لعن أبو بكر وعمر سعد
بن عبادة وهو حي ، وبرئا منه ، وأخرجاه من المدينة إلى الشام ، ولعن عمر خالد بن
الوليد لماّ قتل مالك بن نويرة ، وما زال اللعن ماشياً في المسلمين إذا عرفوا من
الإنسان معصية تقتضي اللعن والبراءة.
ولو كان حفظ شخص
معتبراً من أجل أبيه لوجب أن يحفظ الصحابة في أولادهم فلا يلعنوا ، فيجب أن لا
يلعن عمر بن سعد قاتل الحسين من أجل أبيه ـ سعد ـ ولا يلعن يزيد من أجل أبيه
معاوية ، ويزيد هو صاحب واقعة الحرة ، وقاتل الحسين ، وأن يحفظ عمر بن الخطاب في
عبيد الله ابنه قاتل الهرمزان ، والمحارب علياً في صفين.
ولو كان الإمساك
عن عداوة من عادى الله من أصحاب محمّد رسول الله من حفظ رسول الله في أصحابه ،
ورعاية عهده وعقده لم نعادهم ولو ضربت رقابنا بالسيوف ، ولكن محبة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لأصحابه ليست كمحبة الجهال الذين يضع أحدهم حجته لصاحبه
مع المعصية ، وإنّما أوجب رسول الله محبة أصحابه لطاعة
[١]تاريخ الطبري : ٤
/ ٤٥٩ ؛ الكامل : ٣ / ٢٠٦ ؛ النهاية لابن الأثير : ٥ / ٨٠ ؛ تذكرة الخواص : ٦٤ و ٦٦
؛ الفتوح : ٢ / ٢٤٩ ـ ٢٥٥.
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 613