نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 524
بيوت الدعارة.
إنّ الدين
الإسلامي هو الدين الخاتم ، ونبيّه خاتم الأنبياء ، وكتابه خاتم الكتب ، وشريعته
خاتمة الشرائع ، فلا بدّ أن يضع لكل مشكلة اجتماعية حلولا شرعية ، يصون بها كرامة
المؤمن والمؤمنة ، وما المشكلة الجنسية عند الرجل والمرأة إلاّ إحدى هذه النواحي
التي لا يمكن للدين الإسلامي أن يهملها ، وعندئذ يطرح هذا السؤال نفسه :
ما ذا يفعل هؤلاء
الطلبة والطالبات الذين لا يستطيعون القيام بالنكاح الدائم ، وتمنعهم كرامتهم
ودينهم عن التنقّل في بيوت الدعارة والفساد ، والحياة المادية بجمالها تؤجّج نار
الشهوة في نفوسهم؟ فمن المستحيل عادة أن يصون نفسه أحد إلاّ من عصمه الله ، فلم
يبق طريق إلاّ زواج المتعة ، الذي يشكّل الحل الأنجح لتلافي الوقوع في الزنا ، وتبقى
كلمة الإمام علي بن أبي طالب ترنّ في الآذان محذّرة من تفاقم هذا الأمر عند إهمال
العلاج الذي وصفه المشرّع الحكيم له ، حيث قال عليهالسلام : « لو لا نهي عمر عن المتعة لما زنى إلاّ شقي أو شقيّة ».
وأمّا تشبيه
المتعة بما جاء في الشعر فهو يعرب عن جهل الشاعر ومن استشهد به بحقيقة نكاح المتعة
وحدودها ، فإنّ ما جاء فيه هي المتعة الدورية التي ينسبها الرجل [١] إلى الشيعة ، وهم
براء من هذا الإفك ، إذ يجب على المتمتّع بها بعد انتهاء المدّة الاعتداد على ما
ذكرنا ، فكيف يمكن أن تؤجّر نفسها كلّ طائفة من الزمن لرجل؟! سبحان الله ما أجرأهم
على الكذب على الشيعة والفرية عليهم ، وما مضمون الشعر إلاّ إطاحة بالوحي والتشريع
الإلهي ، وقد اتّفقت كلمة المحدّثين والمفسّرين على التشريع ، وأنّه لو كان هناك
نهي أو نسخ فإنّما هو بعد التشريع والعمل.