نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 406
من اللغو والعبث ،
فعندئذ تتوجه الأسئلة التالية إلى مشروعية نوافل رمضان جماعة في عصر الرسول :
١. إنّ إقامتها
جماعة في عصر الرسول لم تخل عن صورتين :
كانت إقامتها كذلك
أمرا مشروعا وسنّ سبحانه لنبيّه أن يقيمها جماعة.
لم تكن مشروعة
وكانت الجماعة مختصة بالفرائض.
فلو كانت مشروعة ،
فلما ذا أهمل النبي تلك السنّة في حياته بل كان عليه أن يجسّد مشروعيتها حينا بعد
حين على وجه لا يخشى عليها الافتراض مع أنّه لم يفعل كذلك طيلة عمره ، بل خرج مغضبا
ورادعا عن هذا الأمر؟!
وهذا يعرب عن كون
الواقع هو الأمر الثاني ، وانّ إقامة النوافل مطلقا ، أو نوافل شهر رمضان جماعة ، كان
أمرا غير مشروع ، ولذلك صارت متروكة في عصره صلىاللهعليهوآلهوسلم وعصر الخليفة الأوّل وسنين في خلافة الثاني ، ثمّ بدا له
ما بدا.
٢. إذا كانت إقامة
صلاة التراويح جماعة ، أمرا مشروعا في الشريعة الإسلامية ، فطبع الحال يقتضي أن
تكون محددة من جانب الوقت ، وأنّه هل تصلّى في أوائل الليل أو أواسطه أو أواخره ، كما
يجب أن تحدد من حيث عدد الركعات ، حتّى لا يكون المصلّون على غمّة من الأمر.
فإذا كان النبي قد
صلّى ثماني ركعات في المسجد ، وأتمها في بيته ، فلما ذا لم يحدّد الركعات ، ويبقى
الأمر مكتوما حتّى حدّده عمر بن الخطاب بعشرين ركعة من دون أن ينسبه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكيف يحتجّ
بفعله؟ فإنّ فعل الصحابة وقولهم ما لم يسندهما إلى المعصوم ليسا بحجّة إلاّ على
نفسه.
٣. كيف يتدخل عمر
بن عبد العزيز في أمر الشريعة ، فأدخل فيها ما ليس منها ، ليتساوى ـ في رأيه ـ أهل
المدينة وأهل مكة في الفضيلة والثواب ، فإنّ فتح
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 406