نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 401
الثاني : الاختلاف في توالي الليالي وعدمه ، فصريح رواية البخاري
: « انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي بصلاته ناس ثمّ صلّى من القابلة » انّ الليالي كانت متوالية ، وصريح
رواية أبي ذر انّها كانت غير متوالية ، فقد صلّى معهم في الليلة الرابعة والعشرين
، والسادسة والعشرين ، والثامنة والعشرين.
الثالث : الاختلاف في مواضع الليالي ، فالمتبادر من أغلبها أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى بهم في
أوائل الشهر ، وصريح رواية أبي ذر انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى بهم في العشر الآخر.
ومع هذا الاختلاف
كيف نؤمن بصحّة ما فيها من المضامين؟!
٢. عدم إناطة التشريع برغبة
الناس
إنّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « خشيت أن تفرض
عليكم فتعجزوا عنها » يعرب عن أنّ التشريع تابع لإقبال الناس وأدبارهم ، ولا أقلّ
لإقبالهم ، فلو أظهر الناس رغبتهم إلى العمل ربّما يفرض عليهم مع أنّ الملاك في
فرض شيء على كلّ الناس ، هو وجود مصلحة ملزمة في الشيء ، سواء أكان هناك رغبة من
الناس أم لا ، فتشريعه سبحانه ليس تابعا لرغبة الناس أو أعراضهم وإنّما يتبع
الملاكات الواقعية ، فالمصلحة الملزمة تستتبع تشريعها ، وعدمها عدمه ، ولمّا وقف
شراح الصحيحين على هذا الإشكال مالوا يمينا ويسارا لحلّه.
قال ابن حجر في
شرح جملة : « إلاّ انّي خشيت أن تفرض عليكم » انّ ظاهر هذا الحديث انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم توقع ترتّب
افتراض الصلاة في الليل جماعة على وجود المواظبة عليها ـ ثمّ قال : ـ وفي ذلك
إشكال.
إنّ ابن حجر وإن
أحجم عن بيان مقصوده من الإشكال ولكن يمكن أن يكون إشارة إلى أمرين :
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 401