نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 241
٣
الفرق بين المسجود له
والمسجود عليه
كثيرا ما يتصوّر
أنّ الالتزام بالسجود على الأرض أو ما أنبتت منها بدعة وتتخيّل التربة المسجود
عليها وثنا ، وهؤلاء ، هم الذين لا يفرّقون بين المسجود له ، والمسجود عليه ، ويزعمون
أنّ الحجر أو التربة الموضوعة أمام المصلّي وثن يعبده المصلّي بوضع الجبهة عليه.
ولكن لا عتب على الشيعة إذا قصر فهم المخالف ، ولم يفرّق بين الأمرين ، وزعم
المسجود عليه مسجودا له ، وقاس أمر الموحّد بأمر المشرك بحجّة المشاركة في الظاهر
، فأخذ بالصور والظواهر ، مع أنّ الملاك هو الأخذ بالبواطن والضمائر ، فالوثن عند
الوثني معبود ومسجود له ، يضعه أمامه ويركع ويسجد له ، ولكن الموحّد الذي يريد
إظهار العبودية إلى نهاية مراتبها ، يخضع لله سبحانه ويسجد له ، ويضع جبهته ووجهه
على التراب والحجر والرمال والحصى ، مظهرا بذلك مساواته معها عند التقييم قائلاً :
أين التراب وربّ الأرباب؟
نعم : الساجد على
التربة غير عابد لها ، بل يتذلّل إلى ربّه بالسجود عليها ، ومن توهّم عكس ذلك فهو
من البلاهة بمكان ، وسيؤدي إلى إرباك كلّ المصلين
نام کتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 241