نام کتاب : الاَسماء الثلاثة (الاِله، الربّ، والعبادة) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 62
4 - الاستعانة بالأولياء : فهل الاستعانة بالأولياء توافق التوحيد أم توافق الشرك ؟ إن الإجابة على ذلك تتضح بعد عرض الاستعانة هذه على الميزان الذي أعطاه القرآن لنا ، فلو استعان أحد بولي - حيا كان أو ميتا - على شئ موافق لما جرت عليه العادة أو مخالف للعادة كقلب العصا ثعبانا ، والميت حيا ، باعتقاد أن المستعان إله ، أو رب ، أو مفوض إليه بعض مراتب التدبير والربوبية فذلك شرك دون جدال . وأما إذا طلب منه كل ذلك أو بعضه بما أنه عبد لا يقدر على شئ إلا بما أقدره الله عليه ، وأعطاه وأنه لا يفعل ما يفعل إلا بإذن الله تعالى ، وإرادته ، فالاستعانة به وطلب العون منه حينئذ من صلب التوحيد ، من غير فرق بين أن يكون الولي المستعان به حيا أو ميتا ، وأن يكون العمل المطلوب منه عملا عاديا أو خارقا للعادة . وأما أن المستعان قادر على الإعانة أو لا ، أو أن هذه الاستعانة مجدية أو لا ، و أن هذه الاستغاثة محللة أو محرمة ، من جهات أخرى أو لا ؟ فكل ذلك خارج عن إطار هذا البحث . وقس عليه سائر ما يرد عليك من الموضوعات التي يتشدد فيها الوهابيون من غير سند سوى التقليد لابن تيمية أو ابن عبد الوهاب ، وهم يعتمدون على أقوال الرجال مكان الاعتماد على النصوص في الكتاب والسنة فترى أن استدلالاتهم تدور حول أقوالهم * * * لقد حصحص الحق وبانت الحقيقة بأجلى مظاهرها ولعله لم تبق لمجادل شبهة ، ولمرتاب ، شك ، غير أن هنا أمورا ربما تطرح بصورة السؤال أو تدور في خلد القارئ الكريم فلنأت بها ، مع أجوبتها على وجه الإيجاز .
نام کتاب : الاَسماء الثلاثة (الاِله، الربّ، والعبادة) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 62