المداخلة فيه وتسديد النبي وتأييد الموَمنين وتطهيرهم بالاستغفار.
وأمّا وساطتهم في تدبير الاَُمور في هذه النشأة فيدل عليها ما في مفتتح هذه
السورة من إطلاق قوله: (والنازِعاتِ غَرقاً * وَالناشِطاتِ نَشطاً * وَالسّابِحاتِ سَبحاً
* فَالسابِقاتِ سَبْقاً * فَالمُدبِّراتِ أَمْراً) . [1]
وكل هذه الثلاثة مقسم به، والمقسم عليه هو قوله: ( إِنَّ إلهكم لواحد)
وإليك تفسير المقسم به فيها.
فالصافات: جمع صافّة: وهي من الصف بمعنى جعل الشيء على خط
مستو، يقول سبحانه: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّالَّذِينَ يُقاتِلُونَ في سَبِيلِهِ صَفّا)[3] والزاجرات
من الزجر، بمعنى الصرف عن الشيء بالتخفيف والنهي، والتاليات من التلاوة،
وهي جمع تال أو تالية، غير أنّ المهم بيان ما هو المقصود من هذه العناوين، ولعل
الرجوع إلى القرآن الكريم يزيح الغموض عن كثير منها.