responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 45

التوحيد في الربوبية والتوحيد في الالوهية، وفسَّروا الاَوّل بالتوحيد في الخالقية ، بمعنى الاعتقاد بأنّ للكون خالقاً واحداً ؛ و فسروا الثاني بالتوحيد في العبادة ، بمعنى أنّه ليس في الكون إلاّ معبود واحد؛ ولكنّهم اخطأوا في كلا الاصطلاحين.

أمّا الاَوّل: فلاَنّ التوحيد في الربوبية غير التوحيد في الخالقية، فانّ الخالقية شيء والتدبير والاِصلاح شيء آخر، واللّه سبحانه وإن كان خالقاً ومدبراً لكنّه لا يكون دليلاً على وحدة المفهومين في الخارج.

فالعرب في عصر الجاهلية كانوا موحدين في الخالقية، وكان منطق الجميع، ما حكاه سبحانه بقوله:(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلقَ السَّماواتِ وَالاََرضَ ليقُولُنَّ خَلَقَهُنَّالْعَزِيزُ العَلِيم) . [1]

وفي الوقت نفسه لم يكونوا موحدين في الربوبية، يقول سبحانه: (وَاتَّخذوا مِنْ دُونِ اللّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً) [2] فكانوا يعتقدون بأنّ العزّة والتدبير من شوَون المدبر، قال سبحانه: (واتَّخذوا مِنْ دُونِ اللّه آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُون)[3]. فكانوا يرون أنّ النصر بيد الاِلهة، خلافاً للموحد في أمر التدبير، فهو يرى أنّ العزّة والنصر بيد اللّه سبحانه: قال تعالى: (فَلِلّهِ العِزَّةُ جَميعاً) [4] وقال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ الْعَزيز الْحَكيم) [5] إلى غير ذلك من الآيات الحاكية عن توغّلهم في الشرك في أمر التدبير.


[1] الزخرف:9.
[2] مريم:81.
[3] يس:74.
[4] فاطر:10.
[5] آل عمران:126.
نام کتاب : الأقسام في القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست