1- إنّ أصل التوسّل إذا کان شرکاً أو محرّماً لم یتجرأ الوضّاع علی أن یجعله أساساً لما یریده من الوضع و الدس، فهذا یعرب عن أنّ أساس (جواز التوسّل) کان أمراً مسلّماً فبنی علیه ما بنی من القصص و الروایات لو افترضنا عدمصحتها، لکن أنّی لنا هذه الفریة. 2- إنّ مجموع الروایات العشرة و ما تقدّم علیها من الصحاح و الحسان یثبت کون التوسّل بالنبی الأعظمصلی الله علیه و آله بعامةصوره أمر استُفیض جوازه من النبی و الصحابة، بل تواتر إجمالًا و إن کانت الخصوصیات غیر متواترة. و لیس المورد ممّا یقبل الجرح و الدقّة فی إسناد الروایات؛ إذ لیس المقصود الإذعان بصحة کل ما جاء فیها من الخصوصیات، و إنّما المقصود ثبوت جواز التوسّل بصورة عامة ببرکة هذه الحکایات و القصص و إن کان بعضها ضعیف السند عند البعض وصحیحاً عند آخر. و من أراد ردّ هذه الروایات بضعف السند، فقد ولج البیت من غیر باب.
حکم التوسل
ما أُلّف حول التوسّل بقلم علماء الإسلام
لقد أُلّف حول التوسّل بخیر الأنام و أولیاء اللَّه الکرام کتبٌ و رسائل قام بتألیفها لفیف من علماء الإسلام و أکابرهم الذین یعتمد علی أقوالهم و آرائهم، فأحببت أن أُنوّه ببعض أسمائها حتی یقف القارئ علیها، و إذا أراد التوسّع فعلیه الرجوع إلیها: 1- کتاب الوفا فی فضائل المصطفی: لابن الجوزی (المتوفّی سنة 597 ه) و قد أفرد باباً حول التوسّل بالنبیصلی الله علیه و آله و باباً حول الاستشفاء بقبره الشریف. 2- مصباح الظلام فی المستغیثین بخیر الأنام: تألیف محمد بن نعمان