بالرغم من عنایة اللغویین و المفسّرین بتفسیر لفظ العبادة و تبیینها، لکن لا تجد فی کلماتهم ما یشفی الغلیل، و ذلک لأنّهم فسّروه بأعمّ المعانی و أوسعها و لیس مرادفاً للعبادة طرداً و عکساً. 1- قال الراغب فی المفردات: «العبودیة: إظهار التذلّل، و العبادة أبلغ منها؛ لأنّها غایة التذلّل، و لا یستحقّ إلّا من له غایة الإفضال و هو اللَّه تعالی و لهذا قال: «وَ قَضی رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ...»». 2- قال ابن منظور فی لسان العرب: «أصل العبودیة: الخضوع و التذلّل». 3- قال الفیروزآبادی فی القاموس المحیط: «العبادة: الطاعة». 4- قال ابن فارس فی المقاییس: «العبد: الذی هو أصل العبادة، له أصلان متضادّان، و الأوّل من ذینک الأصلین، یدلّ علی لین و ذلّ، و الآخر علی شدّة و غلظ». هذه أقوال أصحاب المعاجم و لا تشذّ عنها أقوال أصحاب التفاسیر و هم یفسّرونه بنفس ما فسّر به أهل اللغة، غیر مکترثین بأنّ تفسیرهم، تفسیر لها