إنّ الفقه الإسلامی عطاءٌ کبیر ورثه الخلف عن السلف عبر جهود جبّارة؛ بذلها علماءُ الأُمّة و فقهاؤُها المتقدّمون و المتأخّرون. و قد رامَ هؤلاءِ العلماء و الفقهاء الوصولَ إلی التشریع الحقیقی الّذی جاء به النبیّصلی الله علیه و آله فی الکتاب و السنّة، فمنهم من أصاب و منهم من أخطأ. و هذا الجهد العظیم و إن خَلَّفَ تراثاً فقهیّاً و فکریاً عظیماً تعتزّ به الأُمّة، إلّا أنّه انتهی إلی الخلاف فی جملة من المسائل بعد الاتّفاق فی أکثرها. و حیث لم یکن حتمیّاً أن تبقی المسائلُ الخلافیة خلافیّةً إلی الأبد؛ فمن الممکن أن یصل الفقهاءُ- لو بذلوا جهودهم فی دراسة الخلافیّات بعیداً عن تقلید أیّ مذهبٍ من المذاهب- إلی وَحدة النظر، و اتّفاق الرأی فیها. و قد أثبتت التجربةُ هذه الثمرةَ الحلوةَ، و لأجل ذلک عمدنا إلی طرح مسائل