مبدأ التشیُّع وتاریخ نشأته

زعم غیر واحد من الکتّاب القدامی والجدد: أنّ التشیّع کسائر المذاهب الإسلامیة من إفرازات الصراعات السیاسیة، فی حین یذهب البعض الآخر إلی القول بأنّه نتاج الجدال الکلامی والصراع الفکری. فأخذوا یبحثون عن تاریخ نشوئه وظهوره فی الساحة الإسلامیة، وکأنّهم یتلقّون التشیّع بوصفه ظاهرة جدیدة وافدة علی المجتمع الإسلامی، ویعتقدون بأنّ القطاع الشیعی وإن کان من جسم الأُمّة الإسلامیة إلّاأنّه تکوّن علی مرّ الزمن نتیجة لأحداث وتطوّرات سیاسیة أو اجتماعیة فکریة أدّت إلی تکوین هذا المذهب کجزء من ذلک الجسم الکبیر، ومن ثمّ اتّسع ذلک الجزء بالتدریج.
ولعلّ هذا التصور الخاطئ لمفهوم التشیّع هو ما دفع أصحاب هذه الأُطروحات إلی التخبّط والتعثّر فی فهمهم لحقیقة نشوء هذا المذهب، ومحاولاتهم الرامیة لتقدیم التفسیر الأصوب، ولو أنّ أُولئک الدارسین شرعوا فی دراستهم لتأریخ هذه النشأة من خلال الأُطروحات العقائدیة والفکریة التی ابتنی علیها التشیّع لأدرکوا بوضوح ودون لبس أنّ هذا المذهب لا یؤلّف فی جوهر تکوینه