نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 45
وحوَّلوها إلى قفار موحشة مهجورة، يُرثى لها و يحنّ قلب كلّ مؤمن لوضعها المأساوي؟!
لماذا؟ و لماذا؟
و قد روى الحافظ السيوطي عن أنس بن مالك و بريدة: أنّ رسول اللّهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قرأ قوله تعالى: (في بيوت أذن اللّه أن تُرفع...) فقام إليه رجل و قال: أىّ بيوت هذه يا رسول اللّه؟
فقالـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : بيوت الأنبياء.
فقام إليه أبوبكر و قال: يا رسول اللّه و هذا البيت منها؟ ـ و أشار إلى بيت علىّ و فاطمةـ عليهما السلام ـ ـ فقال النبي: نعم، مِن أفاضِلها.[1]
إلى هنا تم بيان ما هو رأي القرآن الحكيم في البناء على القبور واليك دراسة رأي الامة الإسلامية حوله .
ب ـ الأُمَّة الإسلامية و البناء على القبور
عند ما انتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية، و عمَّ نوره منطقة واسعة من الشرق الأوسط، كانت لقبور الأنبياء ـ الّتي كانت معروفة يومذاك ـ بناء و سقف وظلال، و كانت لبعضها قباب مشيَّدة و ضرائح منضَّدة، لا زال البعض منها موجوداً حتّى الآن.
و في مكّة نفسها ترى قبر النبىّ إسماعيل و أُمّه هاجرـ عليهما السلام ـ يستقرّان في الحِجر
[1] تفسير الدرّ المنثور: 5/50. و في سؤال أبي بكر عن بيت علىّ و فاطمة ـ عليهما السّلام ـ و جواب النبيـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مجال للتأمّل والتعليق، لما كان يعلمه النبىّ بما سيتعرض له هذا البيت المقدّس بعد وفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلم.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 45