نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 109
سادساً: يقول القرطبي:
«لم يلعن النبىّ ـ صلّى اللّه عليه (و آله) و سلّم ـ كلّ امرأة تزور القبور، بل لَعن المرأة الّتي تزور القبور دوماً و الدليل على ذلك قولهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «زوّارت القبور» و كلمة «زوّار» هي صيغة المبالغة، و تدلّ على الكرَّة و التكرار».[1]
و لعلّ العلَّة في لعن «زوّارات القبور» هي أنّ الإكثار منها يؤدّي إلى ضياع حقّ الزوج و يجرُّها إلى التبرّج المنهيِّ عنه، و يكون مصحوباً بالبكاء بصوت عال، ولكن لوكانت الزيارة خالية عن كلّ محذور فلا إشكال فيها أبداً، لأنّ تذكّر الموت و الآخرة ممّا يحتاج إليه الرجل و المرأة على السواء.
سابعاً: إنّ زيارة القبور ـ في الوقت الّذي تؤدّي إلى الزهد في الدنيا و زخارفها ـ تعود بالنفع على الميّت الراقد تحت أكوام التراب، إذ أنّ الزيارة ـ عادة ـ تكون مقرونة بتلاوة سورة الفاتحة و إهدائها إلى روح ذلك الميّت، و هذه الهديّة هي أفضل ما يقدّمه الإنسان الحىّ إلى روح فقيده الغالي.
يروي ابن ماجة عن النبىّـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أنّه قال:
فما هو الفرق بين الرجل و المرأة ـ من هذه الجهة ـ حتّى تكون زيارة أحدهما جائزة و الأُخرى محرَّمة، لو لا المحذورات الخاصّة المذكورة؟!
و الآن... و بعد أن ثبت جواز زيارة القبور، جاء دور التحدّث عن الآثار الحسنة و النتائج الإيجابية لزيارة مراقد أولياء اللّه الصالحين، و ذلك في الفصل القادم.
[1] جاء في سنن أبي داود: «زائرات» بَدل «زوّارات». [2] سنن ابن ماجة: حديث 1448.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 109