responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الالهيات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 447

ولكنّ المعتزلة ذهبت إلى أنّ أثرها ينحصر في رفع الدرجة وزيادة الثواب، فهي تختصّ بأهل الطاعة، وما هذا التأويل في آيات الشفاعة إلّا لأجل موقف مسبق لهم في مرتكب الكبيرة، حيث حكموا بخلوده في النار إذا مات بلا توبة، فلمّا رأوا أنّ القول بالشفاعة الّتي أثرها هو إسقاط العقاب، ينافي ذلك المبنى، أوّلوا آيات اللّه فقالوا إنّ أثر الشفاعة إنّما هو زيادة الثواب وخالفوا في ذلك جميع المسلمين. [1]
هل يجوز طلب الشفاعة؟
ذهب ابن تيمية، وتبعه محمّد بن عبد الوهاب- مخالفَين الأُمّة الإسلاميّة جمعاء- إلى أنّه لا يجوز طلب الشفاعة من الأولياء في هذه النشأة ولا يجوز للمؤمن أن يقول: «يا رسول اللّه اشفع لي يوم القيامة».
وإنّما يجوز له أن يقول: «اللّهم شفّع نبيّنا محمّداً فينا يوم القيامة».
واستدلا على ذلك بوجوه تالية:
1. إنّه من أقسام الشرك، أي‌الشرك بالعبادة، والقائل بهذا الكلام يعبد الولي. [2] والجواب عنه ظاهر، بما قدّمناه في حقيقة الشّرك في العبادة، وهي أن يكون الخضوع والتذلّل لغيره تعالى بإعتقاد أنّه إله أو ربّ، أو أنّه مفوّض إليه‌
br>
[1] انظر: أوائل المقالات: 54؛ شرح العقائد النسفية: 148؛ أنوار التنزيل للبيضاوي: 1/ 152؛ ومفاتيح الغيب للرازي: 3/ 56، و مجموعة الرسائل الكبرى، لابن تيمية: 1/ 403؛ و تفسير ابن كثير: 1/ 309.
[2] الهدية السنية: 42.
نام کتاب : محاضرات في الالهيات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست