نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 326
أن يعطيه ما قالوا وأشار بأصبعه إلى القمر فانشق القمر فلقتين، ورسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ينادي: يا فلان يا فلان اشهدوا.
ونحن هنا لا نريد التعرض إلى خصوصيات هذه المعجزة والإشكالات الصبيانية التي أُثيرت حولها، بل المهم هو دلالة الآية على وقوع المعجزة، وحينئذ لابدّ من أن نشرع في تفسير الآية:
قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ) انّ الآية تشير إلى قرب وقوع القيامة حسب النظرة القرآنية وإن كان ذلك بعيداً في نظر الكافرين، وقد أكّد القرآن هذه الحقيقة في آية أُخرى حيث قال سبحانه: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَ نَريهُ قَرِيباً).[1]
ثم قال سبحانه بعد إخباره عن اقتراب الساعة: (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) .
ومن المعلوم أنّ «انشق» فعل ماض ولا يمكن حمله ومن دون دليل على المستقبل، أي انّ الجملة تكون بمعنى الإخبار عن وقوع الانشقاق في المستقبل وحسب المصطلح لا يمكن القول: إنّ «انشق» يعني «ينشق».
أضف إلى ذلك انّ الجملة السابقة(اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ) جاءت بصيغة الماضي وبمعنى تحقّق الاقتراب فعلاً، وبالطبع انّ جملة انشق القمر معطوفة عليها، فلابدّ أن تكون الجملة المعطوفة أيضاً بمعنى الماضي. وبالنتيجة لا يمكن لنا وبدون دليل أن نحمل لفظ «انشق» على المضارع، وانّه إخبار بأنّه حينما تقوم القيامة في المستقبل سوف ينشق القمر فلقتين.
ولكن قد يُثار التساؤل التالي: ما هو وجه المناسبة بين اقتراب الساعة وبين انشقاق القمر على يد الرسول الأكرم؟
والجواب عن هذا التساؤل واضح، لأنّ انشقاق القمر وظهور النبي