الصادق عليمها السَّلام وكنت إذا أتيت إليه لأستفيد منه نهض ولبس أفخر ثيابه وتطيب وجلس في أعلى منزله وحمد اللّه تعالى وأفادني شيئاً [1]، واستفادة أبي حنيفة من الصادق ـ عليه السَّلام ـ ظاهرة غنية عن البرهان .[2]
وهذه الفضائل لم تحصل لأحد من الصحابة فيكون علي ـ عليه السَّلام ـ أفضل منهم.
المسألة الثامنة: في إمامة باقي الأئمة الاثني عشر ـ عليهم السَّلام ـ
قال: والنقلُ المتواتر دلَّ على الأحد عشر، ولوجوب العصمة وانتفائها عن غيرهم ووجود الكمالات فيهم.
أقول: لما بيّن أنّ الإمام بعد رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ هو علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ شرع في إمامة الأئمة الأحد عشر، وهم: الحسن بن علي ثم أخوه الحسين ثم علي بن الحسين زين العابدين ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم ولده علي الرضا ثم ولده محمّد الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري ثم الإمام المنتظر.
واستدل على ذلك بوجوه ثلاثة:
الأوّل: النقل المتواتر من الشيعة خلفاً عن سلف، فإنّه يدلّ على إمامة كل واحد من هؤلاء بالتنصيص[3]، وقد نقل المخالفون ذلك من طرق متعددة تارة على الاجمال وأُخرى على التفصيل، كما روي عن رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ متواتراً أنّه