responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 92

حل الشبهة:

عزب عن القائل بأنّ الاعتراف بوجود حقائق خارجية قد يتعلّق بها العلم والإدراك، لا يستلزم حضور الحقائق بواقعيّاتها الخارجية عند تعلّق علمنا بها، حتى يصير مآل العلم بها، وصول العالم إلى نفس واقعية الأشياء بما لها من الآثار، بل يكفي في الانكشاف وتعلّق العلم كونها حاضرة عند المدرِك بصورتها الذهنية التي تحكي عنها.

وإن شئت قلت: إنّ الحاضر بذاته عند المدرك وإن كان هو الصورة العلمية دون الهوية الخارجية، ولكن الصورة العلمية تحمل وصفاً ذاتياً وهو وصف الكشف عن واقع سواها، ورفع الستر عن معلومه التي يحمل عليه.

غير أنّ القائل نظر إلى العلم بما هو هو، أي بالنظر الموضوعي والاستقلالي، لا بالنظر الآلي والطريقي فألغى جهة كشفه وطريقيّته ورتّب عليه ما رتّب وقال: إنّ الحاصل عندنا هو العلم والإدراك لا المعلوم الخارجي واستنتج منه: انّه لا يصح لنا الإذعان بشيء غير العلم، ولكنّه غفل عن أنّ العلم والكشف عن معلوم سواه، متلازمان لا يتفارقان وانّ العلم بالشيء عين الكشف عنه فلا يصح لنا الاعتراف بالعلم من دون معلومه، ولا بالصورة الإدراكية من دون مكشوفها [1].


[1]هذه حلقات بلاء حاقت بهم، وسلسلة شبهات تجاه البديهة لا يذعن بها من سلم مزاجه، فلذا اكتفى الاعلام في دحضها بكونها شبهات تجاه البداهة، وأمّا تحليلها حسب الأُصول الفلسفية فيتوقّف على الوقوف على حقيقة العلم ومقدار كشفه، وسيوافيك تفصيل القول في المسألتين في ثالث المقالات ورابعها، كما سيتّضح في مختتم هذه المقالات انّ ما اختاره المادّي في حقيقة العلم، لا يفترق عمّـا يقول به السوفسطائي، وإن كان هو يفرّ عن السفسطة.
وخلاصة ما ذكره ـ دام ظله ـ في دحض الشبهة هو انّ العلم بالشيء عين الكشف عن خارجه، ولا يعقل تحقّق العلم بلا وصف كشفه، كما لا يعقل تحقّق الكشف بلا =

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست